60قد افاد الى علمه علم الحجازيين، فكان اول من قرب بين المذهبين و ازال الوحشة بين العراقيين و الحجازيين، و قد عدّه اهل الحديث محدثاً و أثنوا عليه. 1
2. محمد بن الحسن الشيباني
هو محمد الحسن بن فرقد الشيباني، مولاهم، و كان ابوالحسن من الشام، و قدم الى العراق فولد له محمد بواسط سنة 112 ه و نشاء بالكوفة و طلب الحديث، و سمع من مسعر و مالك و الاوزاعى و الثورى ، و صحب أبا حنيفة ، و اخذ الفقه عنه، و عن ابي يوسف، و كان ذا عقل و فطنة، فنبغ نبوغاً كثيرة، حتى صار مرجع الحنفية في حياة ابي يوسف.
و قد رحل الى المدينة، و اخذ عن مالك، و له رواية خاصة في الموطأ، و قابله الشافعي ببغداد و قرأ كتبه و ناظره في كثير من المسائل و لهما مناظرات قيمة مدونة في كتب الشافعي، و قد كان للقائه مالكاً و مناظراته مع الشافعي اثر في اجتهاده و استنباطه، و هو الذي نشر علم ابي حنيفة بتصانيفه، و على كتب محمد بن الحسن يعتمد الحنفية في المذهب، ولاه الرشيد القضاء و خرج معه في سفره الى خراسان، فمات بالرى و دفن بها سنه 198 ه. 2من أهم آثاره كتاب الحجة على اهل المدينة ، يعد هذا الكتاب من اقدم معروفات الفقه المقارن و التقريبي بمعناه العلمى الدقيق. 3و من الثابت ان ابا يوسف و محمد رجعا آراء كثيرة رآها ابو حنيفه لما اطلعا على ما عند اهل الحجاز.