3
المقدِّمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على سيّدنا ونبيّنا محمّد وآله الطاهرين، واللَّعن الدائم على أعدائهم ومخالفيهم، من الأوّلين والآخرين، أبد الآبدين ودهر الداهرين.
وبعد.. لقد منَّ الله تبارك وتعالى عليَّ بأنْ وفّقني لزيارة محمّد وآله، (صلوات الله عليهم أجمعين)، في المدينة المنوَّرة، زاد الله تعالى في عظمتها وشرفها، وشرفِ زوّارها بالمعرفة الكاملة، وتقبَّل الله زيارتهم.
وقد صادفني أنْ وُفِّقت للمناظرة مع علماء أهل السُنّة والجماعة، مع خمسةٍ منهم وفي خمسةِ أيّام، في كلّ يوم ساعتين، فبحثنا مسائل مختلفة في بيوتهم - والتي كانت قُرب البقيع الغرقد - بأخلاقٍ حَسنة واحترامٍ كامل، ومن دونِ شدَّةٍ وتعصُّب.
ثُمَّ قلتُ لهم - من باب النصيحة - : أيّها الإخوان، قال الله تبارك وتعالى: (ادْعُ إِلىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَ جٰادِلْهُمْ