24صلي اللّه عليه و آله وسلم )، عن أبي هريرة: « زار النبي( صلي اللّه عليه و آله وسلم ) قبر أُمّه، فبكى وأبكى مَن حوله، فقال: استأذنت ربّي في أنْ استغفر لها، فلم يُؤذَن لي، واستأذنته في أنْ أزور قبرها، فأذن لي، فزوروا القبور؛ فإنّها تذكّر الموت » .
وهذه الرواية علامة كذبه في عدم جواز شدّ الرحال إلاّ لثلاثة مساجد.
ومع فرض صحّتها، فإن النهي كان للسفر إلى سائر المساجد، لا مُطلَق السفر، حتى إلى تحصيل العلم، وصلة الأرحام وزيارة الإخوان والأصدقاء، وزيارة الأموات، لا سيّما العلماء والصلحاء، والأنبياء والأوصياء، وكذلك السفر لتحصيل الرزق، والسفر للحجِّ والعمرة والجهاد، وغير ذلك..
تدبرَّوا في القرآن، في سورة آل عمران - الأنعام - النحل - العنكبوت - الروم.. :(قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كٰانَ عٰاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ ) 1؛ فشدُّ الرحال مأمور به للعبرة والتنبيه والعِظة.
ولاحظوا كتاب (إحياء العلوم. للغزالي، ج1، كتاب أسرار الحجّ، باب فضيلة المدينة الشريفة على ساير البلاد ؛ وج2، آداب السفر)، قال: فيا ليت أعلم أنَّ القائل بحُرمة السفر إلى المشاهد المشرَّفة، هو قائل بأنَّ السفر لزيارة قبور الأنبياء، كإبراهيم وموسى ويحيى و...، حرام! وهذه الفتوى لا شكّ في عدم صحّتها... بل السفر لزيارة قبور