23
مساجد... » .
فعلى قوله، لا يجوز شدّ الرحال إلى مسجد قبا وزيارته، والحال أنَّ البخاري فتح باباً مخصوصاً لاستحباب زيارة مسجد قبا والصلاة فيه، وذكر أحاديث متعدِّدة، وأنّه( صلي اللّه عليه و آله وسلم ) يأتي قباءً راكباً وماشياً! وفي روايةٍ أنَّ ابن عمر كان يأتي قباءً كلّ سبت، وكان يقول: « رأيت النبيّ( صلي اللّه عليه و آله وسلم ) يأتيه كلّ سبت » 1، وُروي عن سهل بن حنيف: قال رسول الله( صلي اللّه عليه و آله وسلم ): «مَن تطهَّر في بيته ثُمَّ أتى مسجد قبا، فيصلّي فيه صلاة، كان له كأجر عمرة» 2.
وعلى قوله، لا يجوز شدّ الرحال لتحصيل العلوم، قال الله تبارك وتعالى: (فَلَوْ لاٰ نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طٰائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَ لِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذٰا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ ) 3.فهي تدلّ على أنَّ النفير وشدّ الرحال لازم للتفقُّه في الدِّين، ثُمَّ للإنذار، فلمَ لا يجوز شدّ الرحال إلاّ في ثلاث، مع أنَّ الترغيب إليه في الروايات كثير، وإنْ كان العلم في البلاد البعيدة كالصين وغيرها؟!
وكذلك تُستحب أو تجب صلة الأرحام، وإنْ كانت مستلزمة لشدِّ الرحال، وتُستحب زيارة القبور، لا سيّما زيارة قبر الأُمّ أو الأب. لاحظوا صحيح مسلم، الجزء الثالث، باب استئذان النبيّ(