18وقد ورد لفظ الشفاعة في القرآن الكريم في ثلاثين مورداً تقريباً ، وهي فيه على قسمين :
1 - شفاعة باطلة ؛ وذلك لتضمنها معنى الشرك ، حيث يكون المطلوب منه الشفاعة ليس ممَّن هو مقبول عند اللَّه عزَّ وجلَّ من قبيل تقرب المشركين بأصنامهم التي هي ليست مقبولة للَّه جملة ً وتفصيلاً فقالوا : هٰؤُلاٰءِ شُفَعٰاؤُنٰا عِنْدَ اللّٰهِ 1، فإنَّ هؤلاء هم الذين عيَّنوا الأصنام الشفعاءَ لأنفسهم ، واعتقدوا فيها القدرة على التأثير على اللَّه من جهة أخرى ، وكلتا الجهتين باطلتان .
وقد ردَّها القرآن بقوله : وَ اتَّقُوا يَوْماً لاٰ تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَ لاٰ يُقْبَلُ مِنْهٰا شَفٰاعَةٌ وَ لاٰ يُؤْخَذُ مِنْهٰا عَدْلٌ وَ لاٰ هُمْ يُنْصَرُونَ 2، وأكثر صراحة منها قوله تعالى : لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَ لاٰ شَفِيعٌ 3
2 - شفاعة شرعيَّة صحيحة ؛ وهي ما كانت بإذن اللَّه ، ومن قِبَل أفرادٍ رضي اللَّه عنهم ، بل عيَّنهم للشفاعة ، لمن