27مار بالمدينة حاجّاً أو معتمراً ، وإن سلَّم عليَّ لأَردنَّ عليه . . 
  وأمّا أدلّة حياة الأنبياء ، فمقتضاها حياة الأبدان كحالة الدنيا مع الاستغناء عن الغذاء ، ومع قوّة النفوذ في العالم . وقد أوضحنا المسألة في كتابنا المسمّى ب «الوفاء لما يجب لحضرة المصطفى» 1 . 
  وقال القسطلاني: «ولا شك أن حياة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ثابتة معلومة مستمرة، ونبينا أفضلهم، وإذا كان كذلك فينبغي أن تكون حياته اكمل واتم من حياة سائرهم» 2 . 
  اذن بعد هذه التصريحات من العلماء والمحققين ، وبعد هذه الروايات الصحيحة الواردة في كتب السنة هل يبقى مجال لقول ابن تيمية ومن تبعه؟ وهل يمكن القول بأن الشفاعة وطلب الدعاء من النبي والصالحين يكون بدعة أو كفراً أو شركاً؟ فلا يبقى إلّاالقول: بأن الواجب عليهم إعادة النظر فيما قالوه ، والتتبع ومراجعة الأحاديث وكلمات المحقّقين لكي يعرف بُعْدُ هذه الأقاويل عن الحقل العلمي ومجال التحقيق . وإن دلّت هذه الآراء على شيء لدلَّت على قلّة معلوماتهم بأُصولهم ومبانيهم . 
  
    
رأي العلماء في الحياة بعد الموت: 
  
  1 - قال الفقيه أبو بكر العربي (في الأمد الأقصى في تفسير الأسماء