11الخوارج آيات نزلت في الكفار والمشركين ، على المسلمين والمؤمنين كما قاله ابن عمرو ابن عباس ، فعن ابن عمر: «انّهم انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها في المؤمنين» 1 .
وعن ابن عباس: «لا تكونوا كالخوارج تأَوَّلوا آيات القرآن في أهل القبلة ، وانّما نزلت في أهل الكتاب والمشركين فجهلوا علمها فسفكوا الدماء وانتهبوا الأموال» 2 .
والحال أَنَّ من ضروريات الدين أن كل من أجرى الشهادتين على لسانه فهو محقون الدم، ومعدود من المسلمين وله ما لهم وعليه ما عليهم ، ولا حاجة إلى كلفة شق قلبه كي يعرف هل دخل الإيمان في قلبه أو أنه أسلم بلسانه!!
ولعل هذا الأمر لم يكن عند الوهابية من الضرورات فباتت تكفر من لا يلتزم بمزاعمهم ، كأنّهم نسوا الآية الكريمة: وَ لاٰ تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقىٰ إِلَيْكُمُ السَّلاٰمَ لَسْتَ مُؤْمِناً 3 ، أو لم يسمعوا مقالة النبي الكريم صلى الله عليه و آله لأسامة معترضاً علىٰ ما ارتكبه: «فقد بعث رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله سرية عليها اسامة بن زيد إلى بني ضمرة . فلقوا رجلاً منهم يدعى مرداس بن نهيك معه غنم له ، وجمل أحمر ، فلما رآهم ، آوى إلى كهف جبل واتبعه اسامة ، فلما بلغ مرداس الكهف ، وضع فيه غنمه ثم أقبل إليهم فقال:
السلام عليكم ، أشهد أن لا إله إلّااللّٰه وأن محمّداً رسول اللّٰه ، فشدَّ عليه