5
مقدمة الممثلية
الحمد للّٰهالّذي لا تدركه العيون بمشاهدة الْعِيَانِ ، ولكن تدركه القلوب بحقائق الإيمان، قريب من الأشياء غير ملابس، بعيد منها غير مباين.
والصلاة والسلام على من أصطفاه اللّٰه من الأوّلين والآخرين محمد وآله الأئمة الطيبين الطاهرين، صلاة دائمة لا نهاية لها ولا ختام.
أمّا بعدُ فالحج عمل رمزي لكثير من العبادات الّتي وردت في الشريعة واقترنت بظروف خاصة، وهو بمفرده مظهر لها ومجسِّد لكثير منها، حيث نجدُ فيه الأعمال المعبّرةَ عن جانبه العبادي، أعني: النية، والطهارة من الحدث والخبث، والصلاة، والصوم، والطواف بالبيت، والذبح للّٰه، وإطعام القانع والمعتر من اللحوم، والاعتكاف الّذي يجسده الوقوف في المشاعر، ورجم الشيطان عدو الإنسان الأوّل الّذي يوسوس في صدره.
وللحّج - في الوقت نفسه - عطاءات في المجال الاجتماعي، إذ يوفّر فرصة سانحة للتفاهم وتوثيق العلاقات بين الأفراد والشعوب على اختلاف ألوانهم وقومياتهم ومذاهبهم، كما يتيح للمفكّرين والعلماء في شتى الحقول إمكانية اللقاء لتبادل الأفكار ووجهات النظر بشأن القضايا