60لاتّخذتُ أبا بكر خليلاً، ولكن أُخوة الإسلام ومودتّه. كما أنَّ الخلّة المنتفية فيه هي الخلّة بالمعنىٰ الخاصّ، لا الخلّة العامّة الثابتة بقوله تعالىٰ: «اَلْأَخِلاّٰءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ».
فلم تكن هي تلك الأُخوَّة بالمعنىٰ الخاصّ التي تمَّت يومي المواخاة 1 بوحي من اللّٰه العزيز، وكانت علىٰ أساس المشاكلة والمماثلة بين كلِّ اثنين في الدرجات النفسيَّة، كما ستسمعه عن غير واحد من الأعلام، ووقعت الموآخاة فيهما بين أبي بكر وعمر، وبين عثمان وعبد الرحمن بن عوف، وبين طلحة والزبير، وبين أبي عبيدة الجرّاح وسالم مولىٰ أبي حذيفة، وبين أُبّي بن كعب وابن مسعود، وبين معاذ وثوبان، وبين أبي طلحة وبلال، وبين عمّار وحُذيفة، وبين أبي الدَّرداء وسلمان، وبين سعد بن أبي وقّاص وصُهيب، وبين أبي ذرّ والمقداد بن عمرو، وبين أبي أيّوب الانصاري وعبد اللّٰه بن سلام، وبين أُسامة وهند حجَّام النبي، وبين معاوية والحباب المجاشعي، وبين فاطمة بنت النبيِّ وأُمِّ سلمة، وبين عائشة وامرأة أبي أيّوب 2.