58يصوموا ثلاثة أيّام. فبرئا وما معهم شيءٌ، فاستقرض عليٌّ من شمعون الخيبريِّ اليهوديِّ ثلاث أصوع من شعير، فطحنت فاطمة صاعاً، واختبزت خمسةأقراص علىٰ عددهم، فوضعوها بين أيديهم ليفطروا، فوقف عليهم سائلٌ فقال: السَّلام عليكم أهل بيت محمَّد، مسكينٌ من مساكين المسلمين أطعموني أطعمكم اللّٰه من موائد الجنَّة. فآثروه وباتوا لم يذوقوا إلّاالماء، وأصبحوا صياماً.
فلمّا أمسوا ووضعوا الطعام بين أيديهم وقف عليهم يتيمٌ فآثروه، ووقف عليهم أسيرٌ في الثالثة ففعلوا مثل ذلك.
فلمّا أصبحوا أخذ عليٌّ رضى الله عنه بيد الحسن والحسين وأقبلوا إلىٰ رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله ، فلمّا أبصرهم وهم يرتعشون كالفراخ من شدَّة الجوع قال: «ما أشدَّ ما يسوءني ما أرىٰ بكم»، وقام فانطلق معهم، فرأىٰ فاطمة في محرابها قد التصق ظهرها ببطنها، وغارت عيناها، فساءه ذلك، فنزل جبريل وقال: خذهايا محمَّد؟ هنّأك اللّٰه في أهل بيتك، فأقرأه السورة.
هذا لفظ جمع من الأعلام المذكورين، وهناك لفظٌ آخر ضربنا عنه صفحاً.
9 - قال: قال رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله : لو كنتُ مُتَّخذاً خليلاً لاتَّخذتُ أبا بكر خليلاً، ولكن أخي وصاحبي، وهذا