14
2 - «إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَ كٰانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمٰا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّٰهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمٰا كٰانُوا يَفْعَلُونَ » (الأنعام159/).
وقد فُسّرت الآية بأهل الضلالة وأصحاب الشبهات والبدع من هذه الأُمة. قال الطبرسي: «ورواه أبو هريرة وعائشة مرفوعاً، وهو المروي عن الباقر عليه السلام ، فجعلوا دين اللّٰه أدياناً لإكفار بعضهم بعضاً وصاروا أحزاباً وفِرَقاً، ويخاطب سبحانه نبيّه بقوله: «لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ » وانّه على المباعدة التامّة من أن يجتمع معهم في معنى من مذاهبهم الفاسدة، وليس كذلك بعضهم مع بعض، لأنّهم يجتمعون في معنى من معانيهم الباطلة، وإن افترقوا في شيء فليس منهم في شيء لأنّه بريءٌ من جميعهم» 1.
3 - «قُلْ هُوَ الْقٰادِرُ عَلىٰ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذٰاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَ يُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ » (الأنعام65/).
والآية بعموم لفظها تبيّن أنواع النُّذُر التي أنذر اللّٰه بها عباده، فتبدأ من بعث العذاب من فوق، إلى بعثه من تحت الأرجل، وتنتهي بتمزيق الجماعة إلى شيع. فتفرّق الأُمة إلى فرق وشِيَع يعادل إنزال العذاب عليها من كلّ جهاتها. قال الحسن البصري: «التهديد بإنزال العذاب والخسف يتناول الكفّار وقوله: «أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً» يتناول أهل الصلاة» 2.
وقال مجاهد وأبو العالية: إنّ الآية لأُمّة محمد صلى الله عليه و آله ، أربع ظهر اثنتنان بعد وفاة رسول اللّٰه فأُلبسُوا شِيعاً وأُذيق بعضكم بأس بعض