36دخل عليه حرّك شفتيه بدعاء لم يُسمع ، فأجلسه معه على سريره ، ثمّ قال له : تعرض عليّ حوائجك . فقال له : تردّني إلى بلدي . فقال له : ارجع . وكتب إلى عامله يمنعه الميرة في طريقه ، فمنعه ، فصعد الجبل ، وقرأ بأعلى صوته : «وَ إِلىٰ مَدْيَنَ أَخٰاهُمْ شُعَيْباً قٰالَ يٰا قَوْمِ اعْبُدُوا اللّٰهَ مٰا لَكُمْ مِنْ إِلٰهٍ غَيْرُهُ وَ لاٰ تَنْقُصُوا الْمِكْيٰالَ وَ الْمِيزٰانَ إِنِّي أَرٰاكُمْ بِخَيْرٍ وَ إِنِّي أَخٰافُ عَلَيْكُمْ عَذٰابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ وَ يٰا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيٰالَ وَ الْمِيزٰانَ بِالْقِسْطِ وَ لاٰ تَبْخَسُوا النّٰاسَ أَشْيٰاءَهُمْ وَ لاٰ تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ بَقِيَّتُ اللّٰهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَ مٰا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ» 1 . وكان في المدينة شيخ من بقايا العلماء ، فخرج إلى أهل المدينة يناديهم بأعلى صوته : هذا واللّٰه شعيب يناديكم ! فقالوا له : ليس هذا شعيب ، هذا محمّد بن عليّ بن الحسين ، له أمر ، فقال لهم : افتحوا الباب وإلّا فتقعوا في العذاب ، فأطاعوه ، وفتحوا الباب ، وأمرهم بحمل الميرة إليه ففعلوا .
ومما اثر عنه من قصار الحكم قوله : «
إن استَطَعتَ أن لا تُعامِلَ أحَداً إلّاولَكَ الفَضلُ عَليهِ فَافعَل» 2 ، وقال : «
ثَلاثَةٌ مِن