29لكنّهم بئس ما جازوا نبيّهم ، وقد قال تعالى : «هَلْ جَزٰاءُ الْإِحْسٰانِ إِلاَّ الْإِحْسٰانُ » 1 ، فقتلوا ريحانة نبيّهم أبشع قتلة ، وذبحوه عطشاناً إلى جنب الفرات ، وسبوا نساءه وأطفاله ، في العاشر من شهر محرّم الحرام من سنة 61 ه فسقىٰ بدمائه الزاكية شجرة الرسالة ، وأحيا دين جدّه صلى الله عليه و آله ، وأبان صراط الحقّ بعد اندراس أعلامه ، واُفول آثاره . ولا زالت دماؤه صرخة في وجوه الظالمين . فما نشاهده اليوم في أرجاء البلاد الإسلامية من القيام ضدّ الطغاة والثورة ضدّ مظاهر الظلم إنّما هو قبسة من ثورة الحسين عليه السلام ، وشعاع من نور نهضته ضدّ طاغوت زمانه يزيد بن معاوية ، وصار اسم الحسين عليه السلام شعاراً وشرفاً للأحرار . فالسلام عليه يوم ولد ، ويوم استُشهد ، ويوم يبعث حيّاً .