27نفي عبوديّة من سواه ، فهذه كلماته تشعّ بالتوحيد ، فيقول في دعائه يوم عرفة وفي تلك البقعة المباركة - وهو دعاء طويل ذو مضامين سامية - : «
إلٰهي .. . كَيفَ يُستَدَلُّ عَلَيكَ بِما هُو في وُجودِهِ مُفتَقِرٌ إلَيكَ ! أيَكونُ لِغَيرِكَ مِنَ الظُّهورِ ما لَيسَ لَكَ حَتّىٰ يَكونَ هُوَ المُظهِرُ لَكَ ؟! مَتىٰ غِبتَ حَتّىٰ تَحتاجَ إلىٰ دَليلٍ يَدُلُّ عَلَيكَ ! ومَتىٰ بَعُدتَ حَتّىٰ تَكونَ الآثارُ هِيَ الّتي تُوصِلُ إلَيكَ ! عَمِيَت عَينٌ لا تَراكَ (لا تَزالُ) عَلَيها رَقيباً ، وخَسِرَت صَفقَةُ عَبدٍ لَم تَجعَل لَهُ مِن حُبِّكَ نَصيباً . . .» 1 .
ومما روي عنه في قصار الحكم قوله :
لَولا ثَلاثَةٌ ما وَضَعَ ابنُ آدَمَ رأسَهُ لِشَيءٍ : الفَقرُ ، وَالمَرَضُ ، والمَوتُ» 2 .
وروي عن أنَس أنّه قال : «كُنتُ عِندَ الحُسينِ عليه السلام ، فَدَخَلَت عَلَيهِ جارِيَةٌ بِيَدِها طاقةُ رَيحانٍ ، فحَيَّتهُ بِها ، فقالَ لَها : أنتِ حُرَّةٌ لِوَجهِ اللّٰهِ تَعالىٰ . فَقُلتُ : تُحَيِّيكَ بِطاقَةِ رَيحانٍ لا خَطَرَ لها فَتُعتِقُها ؟! فَقالَ : كَذا أدَّبَنَا اللّٰهُ تَعالىٰ ، قالَ : «وَ إِذٰا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهٰا أَوْ رُدُّوهٰا» 3 ، فكانَ أحسَنَ مِنها عِتقُها» 4 .