17سبحانه يقول: «وَ اخْفِضْ لَهُمٰا جَنٰاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ » (الإسراء24/).
وأوضح دليل على أنّ الخضوع المطلق وإن بلغ النهاية لا يعدّ عبادة هو أنّه سبحانه أمر الملائكة بالسجود لآدم وقال: «وَ إِذْ قُلْنٰا لِلْمَلاٰئِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ » (البقرة34/) وآدم كان مسجوداً له ككونه سبحانه مسجوداً له، مع أنّ الأول لم يكن عبادة وإلّا لم يأمر بها سبحانه، إذ كيف يأمر بعبادة غيره وفيالوقت نفسه ينهى عنها بتاتاً في جميع الشرائع من لدن آدم عليه السلام إلى الخاتم صلى الله عليه و آله ، ولكن الثاني أي الخضوع للّٰه، عبادة.
واللّٰه سبحانه يصرّح في أكثر من آية بأنّ الدعوة إلى عبادة اللّٰه سبحانه والنهي عن عبادة غيره، كانت أصلاً مشتركاً بين جميع الأنبياء، قال سبحانه: «وَ لَقَدْ بَعَثْنٰا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللّٰهَ وَ اجْتَنِبُوا الطّٰاغُوتَ » (النحل36/) وقال سبحانه: «وَ مٰا أَرْسَلْنٰا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاّٰ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ أَنَا فَاعْبُدُونِ » (الأنبياء25/) وفي موضع آخر من الكتاب يعد سبحانه التوحيد في العبادة: الأصل المشترك بين جميع الشرائع السماوية، إذ يقول: «قُلْ يٰا أَهْلَ الْكِتٰابِ تَعٰالَوْا