13هو التعرف على البطولات التي قام بها المسلمون في وجه المشركين وما قدموا من التضحيات في طريق إرساء أسس الإسلام ونشر راية التوحيد، وكل ذلك لا يعلم إلّابالحضور في تلك المشاهد حتّى يتعرف الإنسان على ما جرى عليهم في تلك الحقبة من الزمن، وذلك واضح لكل من له إلمام بالسفر إلى هذه المساجد. ولم يكن السفر إليها لأجل اقامة الصلاة فيها بل التعرف على تاريخ الإسلام وبطولات رجاله.
والعجب ان الحكومة السعودية بسبب ضغط هيئة الأمرين بالمعروف قد وضعت العراقيل امام حجاج بيت اللّٰه الحرام الّذي يقومون بزيارة هذه المشاهد، باقفال بعض هذه المساجد والمنع عن الاخريات، وما ذلك إلّالقطع صلة المسلمين بآثار نبيهم .
صيانة آثار الصالحين
إن كل ظاهرة دينية أو اجتماعية إذا تجردت عن الآثار الدالة على وجودها على أرض الواقع قد تصبح بمرور الاجيال عرضة للتشكيك والترديد.
ولأجل ذلك نرى أن الدعوة النصرانية اصبحت في الغرب - بالأخص عند شبابهم - ظاهرة مشكوكة، وذلك لأنّه ليس لسيدنا المسيح أثر ملموس يستدل على وجوده ودعوته إذ ليس للمسيح عندهم مقام يزار، ولا لأصحابه قبور تقصد، ولم يجدوا كتاباً مصوناً من التحريف والدس، إذ أن ما بين ايديهم ما يقارب 24 أنجيلاً يضاد بعضها بعضاً، على أن كثيراً منها حافل بحياة سيدنا المسيح، وكأن إنساناً غيره قد كتب ترجمة حياته إلى أن صلب وقبر وخرج من القبر بعد عدة أيام.
كل ذلك ممّا سبب تولد التشكيك في أصل الدعوة النصرانية، وأنّه من المحتمل ان تكون من الاساطير والروايات كاسطورة قيس ومعشوقته ليلى العامريين.
ولأجل ألا تبتلي الأُمّة الإسلامية بما ابتلت به الأُممّ السابقة يجب على ابنائها صيانة كل أثر يرجع إلى النبي الأكرم صلى الله عليه و آله و سلم وأولاده الطيبين عليهم السلام وأصحابه الميامين وكل ما يمت بصلة اليهم حتّى يصبحوا عند الأُمم المتحضرة شامخي الرؤوس، وانهم اتباع دين قيّم ونبيعظيم، فيقولون هذا مولده، وهذا مهبط وحيه، وهذه قبور أولاده وأصحابه، وهذه اماكن بطولاتهم وفتوحاتهم، إلى غير ذلك ممّا يدل على وجود هذه الدعوة وواقعيتها.
ومن العوامل التي تساعد على صيانة الآثار شد الرحال إلى زيارة قبر النبي الأكرم صلى الله عليه و آله و سلم