24واللافت للنظر أن أبابكر وعمر لم يكونا بمنأىً عن الاجتهاد ، بل نرى لهما نصيباً من الاعتراض على رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله وعدم امتثال أوامره صلى الله عليه و آله 1، وخصوصاً عمر بن الخطّاب الذي خالفه في مفردات كثيرة :
كاعتراضه على النبي صلى الله عليه و آله في صلاته على المنافق 2 ، واستيائه من قسمة قسمها النبي صلى الله عليه و آله 3، ومواجهته للنبي بلسان حادٍّ في صلح الحديبية 4 ، ومطالبته النبي صلى الله عليه و آله أن يستفيد من مكتوبات اليهود في الشريعة 5 ، وقوله في أخريات ساعات حياة النبي صلى الله عليه و آله : إنّه ليهجر 6 أو غلبه الوجع .
وهكذا وهلمّ جرّاً في الاجتهادات التي خولف بها رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله في حياته ، غير ناسين أنّ المسلمين انقسموا بين يدي رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله حين دعا بالقلم والدواة ليكتب لهم كتاباً لن يضلوا بعده أبداً ، فمن قائل : أنفذوا ما