41معي أحاديث تحدثني؟ قال : أجدني كَسِلاً ، قال : فأقرأها عليك؟ قال : ثمّ تقول ماذا؟ قال : أقول حدثني شريك ، قال : إذاً تكذب 1 .
فخلاصة الاسناد الاوّل هو أنّ إبراهيم لم يثبت سماعه عن الزهري ، و إذا ثبت فليس هو بالثبت ، و أنّه يخطئ في بعض ما يحدّث به ، و قد ليّنه القطان .
و كان هذا الراوي قد حَلَفَ و أقسم أن لا يحدّث حديثاً إلّاأن يُغنّي قبله!! قال الخطيب البغدادي : أتاه بعض أصحاب الحديث ليسمع منه أحاديث الزهري فسمعه يتغنّى ، فقال : لقد كنتُ حريصاً على أن أسمع منك ، فأمّا الآن فلا سمعتُ منك حديثاً أبداً ، فقال : إذاً لا أفقد إلّا شخصك ، عَلَيَّ و عَلَيَّ إن حدّثتُ ببغداد - ما أَقَمْتُ - حديثاً حتّى أُغنّي قبله .
و شاعت هذه عنه ببغداد ، فبلغت الرشيد ، فدعا به ، فسأله عن حديث المخزومية التي قطعها النبيُّ في سرقة الحُليّ ، فدعا بعود ، فقال الرشيد : أَعُود المجمر؟ قال : لا ، و لكن عود الطرب ، فتبسّم [الرشيد] ، ففهمها إبراهيم بن سعد ، فقال : لعلّه بلغك يا أميرالمؤمنين حديث السفيه الذي آذاني بالأمس و ألجأني إلى أن حلفت؟ قال : نعم ، و دعا الرشيد بعُودٍ ، فغنّاه : يا أمّ طلحةَ إِنَّ البينَ قد أَفِدا قَلَّ الثواءُ لئن كان الرحيلُ غدا
فقال الرشيد : مَن كان من فقهائكم يكره السماع؟ قال : من ربطه اللّٰه ، قال : فهل بلغك عن مالك بن أنس في هذا شيء؟ قال : لا و اللّٰه إلّاأنّ أبي أخبرني أنّهم اجتمعوا في مدعاةٍ كانت في بني يربوع ، و هم يومئذ جِلّة ،