35و يؤكد ذلك قولُ مصعب بن الزبير لحمران : يابن اليهودية : إنّما أنت علج نبطي سُبيت من عين التمر 1 .
و يزيده تأكيداً قولُ الحجّاج ذات يوم و عنده عباد بن حصين الحبطي : ما يقول حمران؟! لئن انتمى إلى العرب و لم يقل أنّ أباه «أُبَيّ» 2و أنّه مولى لعثمان ، لأضربنّ عنقه 3 .
و كان عامر بن عبد القيس الزاهد العابد قَبْل هذين قد عيّر حُمرانَ بعدم عروبته ، إذ أنَّ حمران وَشى بعامر عند عثمان ، و دار بينهما كلامٌ ، فقال حمران لعامر : لاكثّرَ اللّٰهُ فينا مثلك ، فقال له عامر : بل كثّر اللّٰه فينا مثلك كسّاحين حجّامين 4 .
و هذا يوضّح أنّ حمران كان يهوديّ الأب و الأم ، و أنّ عائلته كانت ملتزمةً بيهوديتها حريصةً على نشر تعاليمها ، و لذلك أرسلت ولدها الصبيّ «طويدا» إلى كنيسة اليهود ليتعلم تعاليمهم 5 . و كان المسلمون يعرفون هذه الحقيقة ، و يعرفون أنّ حمران دَعِيٌّ في العرب ، و هذه المصادر ناطقة بإفشاء هذه الحقيقة التي حاول حمران و أولاده طمسها لكنها لم تُطمَس .
و النكتة الخطيرة الأخرى ، هي أنّ هذا الرجلَ اليهودي الأصل و المنحدر - سُبِيَ سنة 12 للهجرة ، و لم يُسلم إلّافي السنة الثالثة من