34و قد اتفقت المصادر على أنّه كان من السَّبْي الفارسي بعين التمر الذي أُتي به سنة 12 للهجرة النبوية ، و أنّ خالد بن الوليد وجده في كنيسة لليهود في ضمن أربعين غلاماً مختّنين ، ففرّقهم في الناس ، فكان حمران حصّة المسيب بن نجبة الفزاري ، ثمّ باعه لعثمان 1 .
و كان اسمه طويدا كما تقدم عن ابن قتيبة ، و كان اسم أبيه «أبّا» فقال بنو حمران : ابن ابان 2 . و ذكر لقبه في جميع نسخ فتوح البلدان التي رأيناها - مطبوعة و مخطوطة - التمري 3 .
فاتضح أنّ هذا الأسير - الفارسي اليهودي - كان اسمه طويدا ابن أبّا التمري لأنه كان يقطن عين التمر ، لكنه لما دخل في العرب و تزوّج امرأة عربيّة ادّعى وُلْدُه أنّهم من ولد حُمران بن أبان النمريّ ، فبدّلوا «طويدا» ب «حمران» ، و «أبّا» ب «أبان» ، و «التمري» ب «النمري» ، وساعدهم على ذلك وجود قبائل من النمر بن قاسط في عين التمر كانت قد قاتلت خالد بن الوليد فأسرهم و قتلهم و أبادهم ، و ذلك ما هيّأ الأمر لدخول حمران و وُلْدِه في النمر بن قاسط العربية .