10إلّا أنّ الغريب في الأمر ، هو وقوع الاختلاف بين المسلمين في هذا الأمر العبادي المهمّ الذي مارسه رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله بمحضر المسلمين و عترته و أقربائه و أزواجه ، و على رؤوس الملأ ، ذلك الاختلاف الذي نراه اليوم قد وصَلَ إلى مفترقاتٍ بعيدة الفواصل ، فما هو السرّ في ذلك؟
لقد درسنا و تتبّعنا هذه الحالة ، و حاولنا تحديد زمن نشوء الخلاف في هذه المفردة العبادية ، فما رأينا نصّاً أو علامة أو مؤشراً على وقوع الاختلاف فيه في زمن رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و لا في عهد أبي بكر و لا عمر ، لكنّا وقفنا على نصوص و مؤشرات تدل على أنّ أوّل اختلاف وقع فيه كان في زمن عثمان بن عفّان ، و بعد دراسة متأنّية عرضنا خلاصتَها في الإصدار الأول من هذه السلسلة ، توصّلنا إلى نتائج باهرة حول الاختلاف في الوضوء و ماهيّته ، و كيف وصل لنا الوضوء إلى هذا اليوم حاملاً معه هذا الكمَّ الكبير من الاختلافات ، فكانت أمّهاتُ النتائج التي أفرزها البحث عَشْراً :
1 - وحدة الوضوء في زمن رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله ، و كذلك في عهد الشيخَين .
2 - ظهور الخلاف في زمن عثمان بن عفّان .
3 - اختلاف عثمان مع «ناسٍ» هم من أعاظم الصحابة .
4 - إنّ البادئ بالخلاف و المخترع للوضوء الثلاثي الغسلي هو عثمان .
و أنّ بدء إحداثاته كان في الستّ الأواخر من سِنيِّ حكمه .
5 - عدم ارتضاء الصحابة المتعبّدين لآراء عثمان الاجتهادية عموماً و الوضوئية خصوصاً .