16ذكر ملخّصٍ لمقدّمته . ففي (الصفحة 5) يقول :
فقد أراد اللّٰه - بإرادته الكونيّة القدريّة - أن يتفرّق المسلمون إلى شيع وأحزاب ومذاهب شتّى، يعادي بعضهم بعضاً.
ثمّ يُضيف بعد عدّة أسطر (في الصفحة 6) ويقول:
ولهذا كان من الواجب على كل ناصح لأُمّته، محبّ لوحدتها واجتماعها أن يسعى - ما استطاع - في لمّ شملها «على الحق» وإعادتها كما كانت في عهده صلى الله عليه و آله و سلم عقيدة وشريعة وأخلاقاً ؛ اتباعاً لقوله تعالى «وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّٰهِ جَمِيعاً وَ لاٰ تَفَرَّقُوا » 1.
أقول: لو تعلّقت إرادته التكوينيّة بالتفرقة والعداوة ثمّ تعلّقت إرادته التشريعيّة بالوحدة والتوحّد ، فمعنى ذلك وجود تناقض بين الإرادتين ، حيث تعلّقت الإرادة التكوينيّة بالتفرقة وتعلّقت الإرادة التشريعيّة بالوحدة ، وبهذا تكون الإرادة الثانية لغواً وبلا أثر ، والحال أنّ إرادة اللّٰه تعالى نافذة وغير قابلة للتراجع . . «إِنَّمٰا أَمْرُهُ إِذٰا أَرٰادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ» 2 .
إنّ هذا الكاتب يزعم انّه يريد هداية الشباب الشيعة إلى طريق الحقّ واتّباع أهل السنّة ، ومقصوده من أهل السنّة هم «الوهابيّون» فقط ، أمّا سائر فرق أهل السنّة الذين يشكّلون أكثريّة مسلمي العالم قطعاً فهم في نظر الفكر الوهابي ليسوا «أهل السنّة» بل يصرّح بتكفيرهم وشركهم، شأنه في ذلك