113إن أهل البيت(عليهم السلام) وأتباعهم يعتقدون بأن القيادةالعليا للأمة الإسلامية وخلافة الرسول(ص) منصب ربّاني ينصّ عليه الرسول(ص) بأمر من الله تعالى ولم يتركه الله ورسوله إلى الانتخاب الشعبي والرأي العام ما دام الرسول القائد وخليفته يحكمان الشعب باسم الله تعالى وباسم دينه القويم...
وقد اختار الله ورسوله أفضل أفراد الأمّة بعد الرسول(ص) ونصّ على إمامته وقيادته للأمّة من بعده، منذ بدايات الدعوة الإسلامية وظلّ يواصل طرحها ويمهّد لها ولطرحها العام خلال العهدين المكّي والمدني بدءً بيوم الإنذار والى يوم رجوعه من حجة الوداع بل وبشكل خاص في الثامن عشر من ذي الحجة السنة 10 للهجرة بعد إنذار إلهي صريح وفيما بعد ذلك وحتى في يوم ارتحاله(ص).
بينما يرى الخط الذي استلم الحكم بعد الرسول(ص) أن الخلافة لمتكن منصباً ربّانياً ولا حاجة للتنصيص فيها، بل يمكن لأن تقرر من قبل المسلمين حتى عدد قليل منهم لتكون الخلافة لهذا الشخص أو ذاك.
إن الأوضاع السياسية داخل الدولة الإسلامية وخارجها قبيل وفاة النبي(ص) كانت تتطلّب أن يعيّن النبي(ص) بأمر من الله تعالى خليفة له من بعده; إذ المنافقون وأهل الكتاب في داخل أراضي الدولة الإسلامية من جهة، والدولة البيزنطية وسائر القوى المشركة خارج الدولة الإسلامية من جهة أخرى كانوا يشكّلون عدة مراكز