112هذا فضلاً عن تهديد الله سبحانه له بأنّه إن لم يبلغ هذا الأمر المهم فكأنّه لم يبلغ رسالته التي جاهد لها ليل نهار طيلة ثلاثة وعشرين عاماً...
بيان وتحليل للواقعة
الإسلام دينٌ عالمي، وشريعة خاتمة تتضمن كل ما تحتاجه البشرية في الحياة. وقد كانت قيادة الأُمّة الإسلامية من شؤون النبي الأكرم(ص) ما دام حيّاً، ولا يمكن للشريعة الخالدة أن تهمل أمر القيادة العليا للأمّة بعد النبي(ص)، وتوكل هذا الأمر إلى الصٍّدف والأهواء والرغبات أو إلى الاجتهادات الشخصية للصحابة الذين تختلف آراؤهم واجتهاداتهم واتجاهاتهم حيث ينتهي الأمر حينئذ بلا ريب إلى الاختلاف والتشتت وانهيار الدولة الإسلامية بشكل عام.
فلا يمكن للرسول الخاتم لمسيرة المرسلين جميعاً وللشريعة الإسلامية الخالدة أن يهملا هذا الأمر الخطير.
ومن هنا كان التنصيص من سيد المرسلين(ص) على من يتحمّل مسؤولية القيادة من بعده أمراً طبيعياً ولازماً ومتوقعاً للمسلمين جميعاً.
فمن هذا الذي نصّ الرسول(ص) على أنّه القائد للأمّة الإسلامية من بعده؟ ومتى نص الرسول(ص) على ذلك؟ وكيف تم هذا التنصيص منه؟