100بأبي أنت وأمي إلى داخل الدار 1.
وما كاد الصبح يتنفس حتى أسرع ولدها إلى القصر وأخبر بمكان مسلم، وفور وصول النبأ إلى ابن زياد أرسل قوة كبيرة إليه، وما أن سمع مسلم بالضجة حتى أدرك أن القوم يطلبونه، فخرج إليهم بسيفه وكانوا قد طوّقوا الدار من كل جهاتها فانهزموا بين يديه وهم أكثر من مائتي مقاتل، وبعد معارك ضارية بينه وبينهم في الشوارع استعملوا فيها النار والحجارة من أعلى السطوح استسلم لهم بعد أن أمنه ابن الأشعث وأعطاه العهود.
ومضى معهم إلى القصر فأدخل على ابن زياد ولم يسلم عليه وجرى بينهما حوار طويل كان فيه ابن عقيل رضوان الله عليه رابط الجأش منطلقاً في بيانه قوي الحجة حتى أعياه أمره وانتفخت أوداجه وجعل يشتم علياً والحسن والحسين، ثم أمر جلاوزته أن يصعدوا به إلى أعلى القصر ويقتلوه ويرموا جسده إلى الناس ويسحبوه في شوارع الكوفة ثم يصلبوه إلى جانب هانئ بن عروة، هذا وأهل الكوفة وقوف في الشوارع وكأنهم لا يعرفون من أمره شيئاً، وقد صوّر عبدالله بن الزبيرالاسدي الكوفي الزيدي هذه المأساة بقوله:
فإن كنت لا تدرين ما الموت فانظري