12فنتساءل:
هل ألزم الرَّسول(ص) اليهود والنَّصارى بالتَّخلّي عن عقائدهم ليعيشوا في كنف وحماية الدَّولة الإسلاميَّة؟
إذا كُنَّا لا نشترط تخلِّي النَّصراني عن عقيدة الثَّالوث لنقيم معه علاقاتٍ دبلوماسيَّةً واقتصاديَّةً وعسكريَّةً وغيرها, بل وليعيش هو - أيضاً - تحت رعاية الدَّولة الإسلاميَّة, فلماذا نتشدَّد نحن المسلمون مع بعضنا البعض، ونرفض مدَّ الجسور فيما بيننا إلاّ بعد إلزام الطَّرف الآخر بالتَّخلِّي عن الامتيازات العقائديَّة والفكريَّة لكُلِّ مذهبٍ وطائفة.
وقد رأينا أنَّ الاختلافات بين اليهود والنصارى لم تمنعهم من توحيد الجهود في المشتركات, ولم يشترط النَّصراني على اليهودي الدُّخول في دينه أو التَّخلِّي عن عقيدته.
كما أنَّ التَّقريب لا يعني سدّ باب دعوة كُلّ مذهبٍ إلى نفسه, ما دام يعتمد أسلوب الدَّعوة بالحكمة والموعظة الحسنة دون تجريحٍ أو استغلال. وإنَّما نرفض محاولات الاستغلال السَّيّئ، والاستضعاف، والجدال العقيم، وفرض الرَّأْي، وأمثال ذلك.