10والتَّعاطف ودفاع بعضهم عن البعض الآخر.
وهذا التقريب يتمُّ من خلال ما يلي:
1-التَّركيز على مساحات الاتّفاق والهموم المشتركة بين المذاهب؛ فَإنَّ هناك مساحاتٍ شاسعةً من الأُمور المتّفق عليها بين جميع المسلمين, فلماذا نتجاهل جميع ذلك وننظر إلى الجزء الفارغ من الكأس؟! ولماذا لا نتعاون في إيجاد حلولٍ ومعالجة الهموم المشتركة؟!. أفلا يُمكننا التَّحرُّك والعمل معاً في تلك الدّوائر.
2-التَّعارف العملي والفكري؛ فقد انقطع حبل التَّواصل العلمي المباشر بين علماء المذاهب لحقبةٍ طويلةٍ من الزَّمن، وأصبحت معرفة كُلّ طرفٍ بالآخر تتمّ غالباً عن طريق الكتابات الوسيطة، والانطباعات المنقولة، وعادةً ما يصل إلى كُلّ طرفٍ أسوأ ما في وسط الطرف الآخر من آراء وأفكار، ويجري تعميمها وتشكيل صورة الآخر من خلالها.
فإصلاح العلاقات بين المذاهب الإسلاميَّة لا يتحقّق إلا بإصلاح المعرفة بين المذاهب، والمعرفةلا تعني بالضّرورة الاتّفاق، بل يبقى الحقُّ في الاجتهاد واختلاف وجهات النَّظر قائماً، كما هو واقع التَّعدُّد والاختلاف.