54المكروب ، وما دعا عنده أحد إلا استجيب له . وكان الناس يحجون إلى موضع البيت ، حتى بوّأ اللّٰه [مكانه] 1 لإبراهيم عليه السلام لما أراد عمارة بيته وإظهار بنيته وشعائره ، فلم يزل منذ أهبط اللّٰه سبحانه وتعالى آدم إلى الأرض معظّماً عند الأمم والملل » 2 .
وعن ابن عمر : « كانت الانبياء يحجّونه ولايعلمون مكانه حتى بوّأه اللّٰه لخليله وأعلمه مكانه » .
وروي : « ان هوداً وصالحاً ومن آمن بهما حجّوا البيت » ، وهو كذلك 3.
ونقل العلّامة السيوطي في بعض كتبه : « ان جميع الانبياء حجّوا البيت إلّا هوداً وصالحاً اشتغلا بأمر قومهما فلم يحجّا » 4 .
وأنّ آدم لمّا حجّ حلق جبرئيل عليه السلام رأسه بياقوتة من الجنة ، فلمّا بوّأ اللّٰه تعالى لخليله مكان البيت... أقبل من الشام وله يومئذٍ مئة سنة ولاسماعيل ستة وثلاثون سنة ، وارسل اللّٰه معه السكينة والصرد والملك دليلاً حتى تبوّأ البيت الحرام 5.
قال : « والسكينة لها رأس كرأس الهرّة وجناحان » 6 ، وفي رواية : « كأنها غمامة او ضبابة تغشى الأرض كالدخان في وسطها كهيئة الرأس يتكلّم ، وكانت بمقدار البيت ، فلما انتهى الخليل الى مكة وقعت في موضع البيت ونادت : يا ابراهيم ابن على مقدار ظلّي لا يزيد ولاينقص » 7 .