6الأُمم في آفة التَّجزئة و التَّشرذم.
فأضحت فكرة الأُمّة والعالم الإسلامي تعبيراً مجازياً لايجد في دنيا المسلمين مصداقاً واقعيّاً مشخَّصاً.
و ربما ستظلّ الأُمور على حالها ما دام العقل الإسلامي المعاصر قد ركبه العناد في الأعمِّ الأغلب، حتّى بات غير محصَّن من اختراق النَّزعات الطَّائفيَّة المقيتة. وهذا هو الدَّاء المزمن الَّذي ما برح فناء الأَُمم - منذ زمنٍ بعيد - يتحقَّق على يده.
لميكن العالم الإسلامي منذ فترةٍ طويلةٍ مهيّئاً لطرح الأسئلة الجذريَّة في مواجهة مشكلاته الكبرى، بل اكتفى بأنصاف الحلول والتّرقيع والمجاملة والالتفات على مشكلاته. إنَّنا وبتعبيرٍ آخر لمنكن في قائمة الحلول الممكنة؛ لأنَّنا لم نكن في قائمة الأسئلة الجذريَّة التي سمحت لآفاتنا و أمراضنا أنْ تستفحل أكثر فأكثر، حتَّى غدا داء الفرقة والطَّائفيَّة سرطاناً ما فتئ يتوسَّع