١۵خاض بحار الأحاديث و صرف برهة من عمره في جمع هذا النوع من الروايات المروية عن أهل البيت(عليهم السلام) (و الّتي تتضمّن الأُصول و القواعد الّتي يبتني عليها الاستنباط) في كتاب سمّاه «أُصول آل الرسول» وأورد فيه خمسة آلاف حديث من هذا النوع، ولو أسقطنا المتكرّر منها لكان في الباقي غنى و كفاية، و هذا يشهد على تقدّم إئمة أهل البيت(عليهم السلام) في تأسيس الفكرة وهداية الأُمّة إلى تلك القواعد و الأُصول.
هذا، وإنّ كثيراً من أئمة الفقه كانوا سبّاقين في التأسيس لا في التدوين، و إنّما قام بالتدوين تلاميذ منهجهم. و من المعلوم أنّ الفضل للمؤسّس لا للمدوّن.
هذا الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت(٨٠-١۵٠ه) أحد أئمة المذاهب الأربعة، و مؤسّس الفقه الحنفي قد أسّس مدرسة فقهية توسّعت على يد تلاميذه، و أخصّ بالذكر منهم: تلميذه المعروف محمد بن الحسن