54مكة:«إنّ الله حَرَّم مكة يوم خلق السماوات والأرض،وهي حرام إلى أن تقوم الساعة،لم تحِلَّ لأحد قبلي،ولا يَحلَّ لأحد بعدي،ولم تحل لي إلاّ ساعة من نهار» 1.
وعن أبي عبد الله الصادق(ع) في حديث فتح مكة إنّ النبي(ص) قال:«ألا إنّ مكة محرمة بتحريم الله،لم تحل لأحد كان قبلي،ولم تحل لي إلا ساعة من نهار إلى أن تقوم الساعة،لا يختلى خلاها،ولا يقطع شجرها،ولا ينفر صيدها،ولا تحل لقطتها إلا لمنشد» 2.
2-حرمة تلويث الكعبة بالشرك،وحرمة الإبقاء على مظاهر الشرك وآثاره حول الكعبة،ووجوب تطهيرها منه.
والشرك حرام على كل حال وفي أي مكان،ويجب تطهير الأرض منه في كل مكان،ولكن هذه الحرمة،وهذا الوجوب في الحرم أعظم وأبلغ وآكد.
فإنّ الشرك بالله العظيم رجس يلوّث كل شيء يصيبه،ويفقده دوره ويسلبه خصائصه ويعطّله.
والإنسان خليفة الله،وليس في الكون كله صفة أشرف من هذه الصفة،وليس لشيء دور أعظم من هذا الدور (خلافة الله)،ومع ذلك فإذا أشرك الإنسان فَقَدَ كُلَّ خصائصه وكرامته،وسقط مرة واحدة،كما لو أنه خَرَّ من السماء دفعة واحدة (B وَ مَنْ يُشْرِكْ بِاللّٰهِ فَكَأَنَّمٰا خَرَّ مِنَ السَّمٰاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكٰانٍ سَحِيقٍ ) . 3ويُحوِّل الشرك الإنسان من محور خلافة الله إلى محور الصدود والإعراض عن الله،وكذلك الكعبة المشرفة إذا أصابتها لوثة الشرك أفقدتها خصائصها وبركاتها،