51يقول تعالى:
(B أَ وَ لَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبىٰ إِلَيْهِ ثَمَرٰاتُ كُلِّ شَيْءٍ )
1
.
والشهر الحرام هو كذلك شهر حظر فيه الله تعالى القتال.
يقول تعالى: (B يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرٰامِ قِتٰالٍ فِيهِ قُلْ قِتٰالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَ صَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللّٰهِ وَ كُفْرٌ بِهِ ) . 2يقول الراغب في (المفردات):
و«الحَرَم»سمي بذلك لتحريم الله تعالى فيه كثيراً مما ليس بمُحرم في غيره من المواضع،وكذلك«الشهر الحرام». 3والعلاقة بين (ما يحُرّمه الله تعالى) وبين (من يُحَرَّم عليه) و(ما يُحَرَّم فيه) علاقة عكسية.
وتوضيح ذلك:
إنّ ما يحرّمه الله تعالى من قول وفعل فلا بد من أن يكون ذلك لسبب فيه من فساد أو دناءة كالشرك والفحشاء،وقول الزور والباطل والعدوان،أو أن الله تعالى يكرهه لعباده،ولو لظرف خاص من مكان أو زمان.
وأما من يحرم الحرام عليه،ويضع الله تعالى عليه الحرمه والنهي فإن ذلك إشعار بقيمته ومنزلته عند الله،ومهما كثرت عليه المحرمات عند الله كان ذلك دليلاً على منزلته وقيمته.
فليس على الحيوان تكليف من حرام وحلال،وليس على المجنون والطفل تكليف،فالتكليف بالحرمة إشعار بقيمة المكلف عند الله،كما أنّ كثرة الحرمات في مكان أو زمان إشعار بقيمة ذلك المكان والزمان عند الله.
فإذا كان يحرم في المسجد ما لا يحرم في غيره،كالإجناب ودخول الجنب مثلاً،