24وحينما يعطي،وحينما يحتاج إلى الآخرين،وحينما يحتاج إليه الآخرون.
يخطط الإسلام و يعمل ليجعل (العلاقة) فيما بين الناس في الحياة الاجتماعية على كلّ الأصعدة في جوّ من الأمن والسلام،لتعطي هذه (العلاقة) الثمرات المطلوبة منها في الحياة الاجتماعية،ويسعى الإسلام في هذا التنظيم والتخطيط الشامل للعلاقات الاجتماعية،ليجعل الحياة الاجتماعية حياة آمنة مطمئنة،يعيش الناس فيها بسلام.
(و الحرم)-كما قلنا- عيّنة صغيرة نموذجية من الحياة الآمنة والمطمئنة التي يطلبها الإسلام...و (الإحرام) عينة أخرى نموذجية للحالة التي يطلبها الإسلام للناس في الحياة الاجتماعية في علاقة بعضهم ببعض.
و يعود الحجاج من (الإحرام) و (الحرم) إلى واقع حياتهم،ليأخذوا معهم النموذج الإلهي للحياة وللعلاقات الاجتماعية،ويعيشوا حياتهم بها،أو بما يقرب منها.
***
المرحلة الثالثة:الإنتقال إلى المحور الإلهي
وهذه هي المرحلة الثالثة من رحلة الحجّ الإبراهيمي
في المرحلة الأولى يتخلّص الإنسان من فرديته،و أنانيته،و أعراض هذه الأنانية.
و في المرحلة الثانية يصبّ في الحرم في الجماعة المسلمة،وينصهر في هذه الجماعة (الأُمّة).
و في المرحلة الثالثة وهي الغاية الأخيرة في هذه الرحلة تصبّ هذه الجماعة في المطاف حول الكعبة،لتطوف حول الكعبة.
و الكعبة في لغة الحجّ الرمزية:هي المحوريه الإلهية في حياة الإنسان،وإذا