11
الرحلة الكادحة إلى الله
رحلة الإنسان إلى الله تعالى رحلة كادحة متعبة،تبدأ ب- (الأنا والهوى) وتنتهي إلى لقاء الله...يتم للإنسان فيها التحكم على (الأنا والهوى) بشكل كامل،(ولا يقضي عليهما).
و لايتمّ للإنسان هذه السيطرة والتحكم في (الأنا والهوى) إلاّ بعد جهد شاق،وكدح عسير... (إِنَّكَ كٰادِحٌ إِلىٰ رَبِّكَ كَدْحاً) ،وهذا الكدح العسير هو في مواجهة (الأنا والأهواء) المغروستين في عمق النفس وفي مواجهة (الفتن) الموزعة على ساحة الحياة،وما بين (الأنا والهوى) من جانب،و(الفتن) من جانب آخر،من التجاذبات القويّة المهلكة للنفس.
و هذا هو معنى الابتلاء الذي جعله الله تعالى على طريق الإنسان إليه عزّ شأنه،ولا يرقى الإنسان إلى الله إلاّ من خلال هذه الابتلاءات الصعبة،العسيرة الكادحة،والغاية في هذه الرحلة الكادحة هي لقاء الله (فَمُلاقِيهِ).
و لكن هذه الحركة الكادحة للتحرر من سلطان (الأنا) و (الهوى) و (المغريات والفتن) التي تعيق حركة الإنسان إلى الله،لا تتم إلاّ من خلال الوسط الاجتماعي،والحشر في وسط الناس،وليس من خلال الاعتزال عن الناس