8ليعلن ذلك البارئ سبحانه بقوله: اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلاٰمَ دِيناً 1.
إن حديث الغدير من الأحاديث التي قلّ نظيرها في الشهرة وكثرة الطرق ووسعتها، فقد ورد هذا الحديث بطرق كثيرة، وأسانيد صحيحة، ونقله جم غفير من علماء أهل السنة عن عدد كبير من الصحابة، بل ادّعى عدد منهم تواتر الحديث، كما ستأتي الإشارة إلى ذلك، ولكنه ومما يؤسف له، فإن البعض أخذ يثير الشبهات والتشكيكات حول هذا الحديث تارة في صحة أسانيده، وأخرى في دلالة ألفاظه على الإمامة وثالثة بأن حديث الرسول (عليهما السلام) لم يأت لتنصيب علي (ع) إماماً وولياً وخليفة على المسلمين، وإنما جاء جواباً عن شكوى صدرت من بعض المسلمين ضد علي (ع) من الجيش الذي بعثه رسول الله (عليهما السلام) إلى اليمن، وأمّر عليه علياً(ع) ، وأراد رسول الله (عليهما السلام) في جوابه هذا أن يزيل ما علق في نفوسهم تجاه علي (ع) ، ويبيّن مكانته ويثبت محبته في قلوبهم، وليس في الحديث ما يدلّ على الإمامة، كما يدّعي الشيعة.