6لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً» 1،قالها الموحدون،بدليل أنهم أرادوا اتخاذ ذلك المكان موضعاً للعبادة،حكاه اللّٰه عنهم ولم يردع عنه،ولم يرم فاعله بالشرك والبدعة!.
إنّ هذه الآثار والقباب تكريم لرموز العلم والتُّقى والتضحية في سبيل الدين، وحفظها هو حفظ النبي صلى الله عليه و آله،واحترامها احترامه،وتعدّ من مصاديق تعظيم شعائراللّٰه، «ذٰلِكَ وَ مَنْ يُعَظِّمْ شَعٰائِرَ اللّٰهِ فَإِنَّهٰا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ» 2.
هذا اضافة إلى الآثار الوضعية الروحية لتلك الأماكن،فالمكان الذي تشرف بقدم رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله يختلف عن غيره،كيف لا وقد قال سبحانه وتعالى: «فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ» 3،وقال في قضية يوسف:
«اِذْهَبُوا بِقَمِيصِي هٰذٰا فَأَلْقُوهُ عَلىٰ وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً» 4،وقال:
«فَلَمّٰا أَنْ جٰاءَ الْبَشِيرُ أَلْقٰاهُ عَلىٰ وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً» 5.
ومن المأساة حسبان البعض رأيهم المخالف لهذه الحقيقة القرآنية عين الصواب،وفرض ما يحسبونه هو الصحيح على عامة المسلمين،ورمي غيرهم بارتكاب البدعة والشرك،وعدم اللجوء إلى الحوار العلمي البنّاء،وعدم الإلتفات إلى الرأي الآخر جملة وتفصيلاً،ومنها ما ارتكبوه-بتفردهم واستبدادهم في الرأي-من هدم قباب الأئمة و الأولياء،بحجج واهية،قاصرة الدلالة والسند.
فتارة تراهم يتهمون المسلمين بأنهم يعبدون الأحجار! للّٰهأبوهم! هذا كلام راجع إلى عدو رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله وطريده مروان بن الحكم،ثمّ تابعه سائر الطغاة