6المرجعيّة الموثوقة عند جميع المسلمين، وأن النبتة الجديدة للإسلام بدون مثل هذه القاعدة العلميّة الفتيّة يستحيل بقاؤها ثابتة وشامخة، ولا يمكن لها أن تمدّ فروعَها إلىٰ جميع أنحاء العالم.
ولهذه النقطة الحسّاسة انتخب الرسول صلى الله عليه و آله و سلم أهل بيته وزكّاهم عند المسلمين بصفتهم المرجَع العلمي الغني والموثوق به، والذي يبقىٰ ما دام الكتاب السماوي باقياً، لكي يسدّ حاجة المسلمين.
وقد أكّد الرّسول الكريم صلى الله عليه و آله و سلم علىٰ هذا الأمر بالوصيّة إلىٰ المسلمين مرّاتٍ متعدّدة، كما هو مُثبّت فيكتب الشيعة وأهل السنّة، ومن أهمها الحديث المعروف بحديث الثقلين الذي هو واحد من الأحاديث المشهورة والمتواترة عند المسلمين، وقد ورد بعبارات متعدّدة وبطرق مختلفة نشير إلىٰ بعضها:
روىٰ مسلم في صحيحه عن زيد بن الأرقم قوله:
قام رسول اللّٰه صلى الله عليه و سلم يوماً فينا خطيباً بماء يُدعىٰ خمّاً بين مكةَ والمدينةِ، فحمد اللّٰه وأثنىٰ عليه ووعظ وذكَّر ثم قال:
«أمّا بعد، ألا يا أيّها الناس، فإنّما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربّي فأُجيب، وأنا تاركٌ فيكم ثقلين: أوّلهما كتاب اللّٰه فيه الهدىٰ والنور، فخذوا بكتاب اللّٰه واستمسكوا به - فحثَّ علىٰ كتاب اللّٰه ورغبَّ فيه - ثم قال: وأهل بيتي أذكّركم اللّٰه في أهل بيتي، أذكّركم اللّٰه في أهل بيتي، أذكّركم اللّٰه في أهل بيتي» 1.