17حجَّ بنو فلان فلاناً . أكثروا التردد عليه» 1 .
ومن هذا المعنى اللغوي الذي يؤكد أنّ الحجَّ هو القصد أو الزيارة أو تكرار الزيارة إلى مكان معين ، أخذ هذا اللفظ معناه العام ، وصار يُطلق علىٰ كلّ زيارة بهيئة وكيفية مخصوصة إلى مكان مقدّس يؤمن به الزائر أو الحاج .
وبكلمة أخرى : أنّ المعنى اللغوي للحج هو الذي أعطى العمومية لكلّ زيارة الىٰ مكان يؤمن به قاصدوه في وقتٍ معين ، زيارة جماعية .
الحجّ اصطلاحاً وشرعاً :
أما الحجُّ في الاصطلاح والشريعة الاسلامية ، فسنذكر عدداً من الأقوال والآراء فيه .
فبعدما ذكر الفيومي تعريفه للحج في اللغة قال : «وقُصِرَ استعماله في الشرع علىٰ قصد الكعبة للحج أو العُمرة ، ومنه يُقال (ما حجَّ ولكن دجَّ) (فالحج) القصد للنُسك (والدّجُّ) القصد للتجارة . والاسم (الحِج) بالكسرة و(الحجةُ) المرةُ بالكسرة علىٰ غير قياس والجمعُ (حِجَجُ) مثل سِدرَةٍ وسِدَرٍ ، قال ثعلبُ : قياسُهُ الفتح ، ولم يُسمع من العرب ، وبها سُميَ الشهر (ذو الحجة) بالكسرة ، وبعضهم بفتح في الشهر وجمعه (ذوات الحِجّةِ) وجمعُ (الحاجّ) (حُجّاجٌ) و(حجيجٌ) و(احججتُ) الرجلَ بالألف بعثته ليحُجَّ» 2 .
وقال الراغب الأصفهاني : خُصَّ في تعارُفِ الشرع بقصد بيت اللّٰه تعالىٰ إقامةً للنسك فقيل : الحَجُّ والحِجُّ ، فالحجُّ مصدرٌ والِحجُّ اسمٌ ، ويوم الحجِّ الأكبر ،