76قاموا بسرد كثير من الأحاديث والآثار المروية عن ابن عمر والتي كان يتتبع فيها المواضع التي كان قد صلى النبيّ فيها ليصلي فيها ، ثم جاء سالم بن عبد اللّٰه بن عمر بعد ذلك فاقتدى بأبيه ، فكان يتتبع المواضع التي صلى فيها أبوه وأخبره أن النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم كان يصلي فيها ! ! ولو كان قد ثبت عن عمر شيء في هذا لأورده وهو والدهم مع كون اجتهاده لا ينقض اجتهادهم ! ! وقد عقد البخاري في «صحيحه» 1باباً سمّاه : (باب المساجد التي على طرق المدينة والمواضع التي صلى فيها النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم ) أورد فيه تسعة نصوص تدل على أن هذا التبرك والتتبع هو مذهب الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ! ! وليس كما يقول المعلّق على «الفتح» 2 في الحاشية هناك بكل جرأة غريبة من أن ذلك من ذرائع الشرك ! ! كبرت كلمة لا دليل عليها لا سيما وأن فيها تسفيه صريح لفعل الصحابة والتابعين والأئمة ونبذ أقوالهم وأفعالهم لرأي ليس له دليل معتبر وإنّما هو قائم على الخيالات والأوهام البعيدة عن النصوص الثابتة الشرعيّة ! ! لا سيما والحافظ ابن حجر يقول هناك :
«وقد تقدّم حديث عتبان وسؤاله النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم أن يصلّي في بيته ليتخذه مصلّى وإجابة النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم إلى ذلك ، فهو حجة