114وحيثما نزلت هذه الآية على قلب سيّد المرسلين وهو صلى الله عليه و آله و سلم في المسجد الشريف، قام إليه رجل فقال: أيّ بيوت هذه يا رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم ؟ قال: «بيوت الأنبياء»، فقام إليه أبو بكر فقال: يا رسول اللّٰه: أهذا البيت منها؟ مشيراً إلى بيت علي وفاطمة عليهما السلام ، قال: «نعم ومن أفاضلها». 1ومن الواضح أن تكريم هذه البيوت لا لأجل أن جسد النبي صلى الله عليه و آله و سلم أو الولي مس جميع اجزائها من الجدران والسقف وإنّما لأجل انتمائها إلى رجال جاء ذكرهم في الآية التالية بقوله تعالى: «... يُسَبِّحُ لَهُ فِيهٰا بِالْغُدُوِّ وَ الْآصٰالِ* رِجٰالٌ لاٰ تُلْهِيهِمْ تِجٰارَةٌ وَ لاٰ بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللّٰهِ وَ إِقٰامِ الصَّلاٰةِ وَ إِيتٰاءِ الزَّكٰاةِ يَخٰافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَ الْأَبْصٰارُ» 2.
فكلّ ما يمتُّ إلى أولياء اللّٰه بصلة يكون دافع المسلم إلى لمسه وتقبيله هو حبّه لصاحبه ليس إلّا، فإظهار هذا الحب المكنون في القلب ليس بدعة لأن له أصلاً في القرآن .
المبدأ الثاني: ان الصحابة كانوا يتبركون بكل ما يمتُّ إلى النبي بصلة وإن لم يمس جسده ونذكر في ذلك قليلاً من كثير حتّى يعلم أن تفريق الشيخ بين ما مسّ جسده ومالم يمسّه ليس له أصل شرعي بل هو اجتهاد خاطئ.
قال الذهبي بعد التصريح بمشروعية زيارة قبر