113
2. حبّ ما يمتّ إليه بصلة
إن للحبّ مظاهر أُخرى غير الاتباع، في حياة المحبوب وبعد مماته، اما في حياته فالمحبّ يزور محبوبه ويكرمه ويعظمه ويقضي حاجته ويدفع عنه كل مكروه، ويهيىء له ما يريحه.
فاذا توفي المحبوب، حزن عليه أشدّالحزن، وحفظ آثار، كما انّه يحترم ابناءه واقرباءه ودياره ومثواه وكل ما يمّتَ إليه بصلة.
وعلى ضوء ذلك فمن يتمسح بالأبواب والجدران والشبابيك في حرم رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم يُعد عمله هذا من مظاهر حبه لرسول اللّٰه فلما لم يتمكن من أن يقبل الرسول ويتمسح به مباشرة اتجه ليقبّل ويتمسّح بما يمتّ إليه بصلة، وهذا أمر رائج بين العقلاء وداخل في حبّ النبي وتكريمه.
ولذلك نرى أنّه سبحانه يأمرنا برفع بيوت الأنبياء والأولياء ويقول: «فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللّٰهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهٰا بِالْغُدُوِّ وَ الْآصٰالِ » 1.