64
بأعلىٰ مكّة يقال له مسجد الجنّ، وهو الذي يسمّيه أهل مكّة مسجد الحرس، وإنّما سمي مسجد الحرس، أنّ صاحب الحرس كان يطوف بمكّة حتىٰ اذا انتهى اليه وقف عنده ولم يجزه حتىٰ يتوافى عنده عرفاؤه وحرسه يأتونه من شعب بني عامر ومن ثنيّة المدنيين، فإذا توافوا رجع منحدراً الىٰ مكّة.
وفي تاريخ الفاكهي / ج4 ص179 عن عطا قال: إنّ النبّي صلى الله عليه و آله و سلم دخل عام حجّة الوداع من اعلىٰ مكّة من ثنيّة المقبرة، الحديث.
والتحقيق أنّ ثنية المدنيين هي التي تسمى اليوم ثنية الحجون.
وعلىٰ هذا تكون المعلاة وما والاها خارجاً عن مكّة في زمن الرسول صلى الله عليه و آله و سلم فلو افتىٰ فقيه بوجوب الإحرام لحجّ التمتع من مكّة القديمة كما قد يظهر ذلك من مناسك السيد الخوئي (قدّس سرّه) فلا يصح الاحرام في غير هذين الحدّين واللّٰه أعلم.
دائرة المسجد الحرام
قال اللّٰه تعالىٰ: «لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرٰامَ إِنْ شٰاءَ اللّٰهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُسَكُمْ وَ مُقَصِّرِينَ » 1.
وقال تعالىٰ: «إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاٰ يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرٰامَ » 2.
المسجد الحرام: موقعه وسط مكّة المكرّمة تقريباً، وفي عصرنا شكله مستطيل بعد ما كان قبل ذلك مربعاً، وفي وسط المسجد الكعبة المقدّسة.
فضل المسجد الحرام
ونشير الىٰ بعض ما ورد في فضل هذا المسجد الشريف:
فعن النبّي صلى الله عليه و آله و سلم : صلاة في مسجدي تعدل عند اللّٰه عشرة آلاف صلاة في غيره