5
المقدمة
إن مما لا يختلف فيه اثنان أن الكتابة أو الحديث عن الحرمين الشريفين له من جلال الشأن وعلو القدر، وكل منهما يدعو إلىٰ مزيد من البحث والاهتمام الدقيق والتقصي لكل شؤون الحرمين، وما فيهما من اخلاق وحكم وآداب و زيادة في الإطلاع على الدين ومعالمه وآثاره، وكلّ هذا وغيره ينفع - ولاشك به - المسلمين في دينهم ودنياهم.
وهذا ما دعانا إلىٰ أن نساهم بقدر - وإن كان متواضعاً - في هذا المضمار علىٰ ما فيه من هنات.
ففي ذلك الوادي الذي وصفه اللّٰه تعالىٰ بأنّه « غير ذي زرع » كان بيت اللّٰه الحرام - هذا الذي رفع قواعده إبراهيم وإسماعيل قد وضع ليحيي الأرض ومَن عليها، وليجعل من ذلك الوادي مكان أمن واستقرار وبركة، تهوي إليه القلوب، وتحنّ وتميل نحوه النفوس، وتطيب به الأرواح، ويحلو فيه اللقاء، وتسمو فيه قلوب الناس وأرواحهم وهي تجوب معالمه، معالم الإيمان الشاخصة، وآيات اللّٰه الواضحة،