52
وعلىٰ حدّ الحرم من جهة الجنوب مكان يقال له (أضاة).
ومن الغرب بميل قليل الى الشمال قرية (الحديبية) وهي التي تمّت بها بيعة الرضوان.
ومن الشرق علىٰ طريق الطائف مكان يقال له (الجعرانة) أحرم منه النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم مرجعه من الطائف بعد فتح مكة (وهذه الدائرة جعلها اللّٰه مثابة للناس وأمناً، بل أمن فيه الحيوان والنبات فحرّم التعرّض لصيدها ومنع أن يُختلى خلالها (حشيشها) أو يعضد شوكها).
وأول من نصب علامات علىٰ حدود الحرم، ابراهيم عليه السلام بإرشاد جبريل تعظيماً للبيت وتشريفاً.. انتهىٰ موضع الحاجة من مرآة الحرمين.
أقول : وإليك بعض ما ورد من الأئمة المعصومين عليهم السلام في حرمة الحرم وحدّه.
علّة الحرم
البزنطي، قال : سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن الحرم واعلامه، كيف صار بعضها اقرب من بعض وبعضها ابعد من بعض؟ فقال عليه السلام : إنّ اللّٰه - عزّوجلّ - لمّا هبط آدم من الجنّة اهبطه علىٰ أبي قبيس فشكى الىٰ ربّه - عزّوجلّ - الوحشة، وأنه لايسمع ما كان يسمع في الجنّة، فاهبط اللّٰه - عزّوجلّ - عليه ياقوتة حمراء فوضعها في موضع البيت، فكان يطوف بها آدم عليه السلام وكان ضوءها يبلغ موضع الأعلام، فعلّمت الاعلام علىٰ ضوئها فجعله اللّٰه عزّ وجلّ حرماً 1.
الأمن في الحرم
ابن سنان، قال سألت أبا عبداللّٰه عليه السلام عن قوله تعالىٰ: «وَ مَنْ دَخَلَهُ كٰانَ آمِناً » البيت عنىٰ أم الحرم؟ قال عليه السلام : مَن دخل الحرم من الناس مستجيراً به فهو آمن من