34إنّما الحاج الشعث الغبر التّفث، يقول اللّٰه عزّ وجلّ: انظروا الىٰ زوّار بيتي جاؤوني شعثاً غبراً من كل فجّ عميق، فقد أمر الإمام عليه السلام بالشعث والاحتفاء.
وفي تعليقة المحجّة ج2 ص193 اخرج ابن ماجة تحت رقم 2939 عن ابن عبّاس قال: كانت الانبياء تدخل الحرم مشاة حفاة، ويطوفون بالبيت ويقضون المناسك حفاة مشاة.
السادس: أن يتقرّب بإراقة دم وإن لم يكن واجباً، ويجتهد أن يكون من سمين الغنم ونفيسه، وليترك المكاس في شرائه، وليس المقصود تكثير اللحم، إنّما المقصود تزكية النّفس و تطهيرها من صفة البخل و تزيينها بجمال التعظيم للّٰه،« لن ينالَ اللّٰهَ لحومُها ولا دماؤها ولكن يناله التقوىٰ منكم » وذلك يحصل بمراعاة النفاسة في القيمة.
وسئل رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم مابرّ الحجّ؟ فقال: العجّ والثجّ، والعجّ هو رفع الصوت بالتلبية، والثجّ هو نحر البدن.
وعنه صلى الله عليه و آله و سلم : ما عمل آدميٌّ يوم النحر عملاً أحبّ الى اللّٰه تعالىٰ من اهراقه دماً.
السابع: أن يكون طيب النفس بما انفقه، من نفقة وبما اصابه من خسران ومصيبة في مال وبدن إن أصابه ذلك، فإنّ ذلك من دلائل قبول حجّه، فإنّ المصيبة في طريق الحج تعدل النفقة في سبيل اللّٰه، الدرهم بسبعمائة درهم وهو بمثابة الشدائد في طريق الجهاد. أقول اقتصرنا في دقائق الآداب على هذه السبعة.
4 - توديع المسافر
كان رسول اللّٰه صلى الله عليه و آله و سلم إذا ودّع المؤمنين، قال: زوّدكم اللّٰه التقوىٰ، ووجّهكم إلىٰ كلّ خير، وقضىٰ لكم كلّ حاجة، وسلّم لكم دينكم ودنياكم، وردّكم سالمين إلى سالمين 1.