15تخصيص العبادة والاستعانة باللّٰه سبحانه
تخصيص العبادة والاستعانة باللّٰه سبحانه
إنّ المسلم في شرق الأرض وغربها ، يخصّ العبادة والاستعانة باللّٰه سبحانه في كلّ يوم في صلواته الخمس فيقول : «إِيّٰاكَ نَعْبُدُ وَ إِيّٰاكَ نَسْتَعِينُ» 1ولا خلاف بين المسلمين في هذه الضابطة الكلّية ، أي أنّ العبادة مختصّة باللّٰه سبحانه ، ولا يصحّ إصدار هويّة إسلامية لشخص إلّا بعد الاعتراف بهذه الكُبرى ، وإنّما الخلاف بينهم في بعض الأُمور والأحوال الخارجية ، فهل هي عبادة أو لا؟ فلو صحّت كونها عبادة ، فلا يجوز الإتيان بها لغيره سبحانه وإن أتى بها لغيره يُعدّ مشركاً .
مثلاً تقبيل الأضرحة هل هو عبادة لصاحب القبر أو تكريم وتعظيم له؟ وهكذا الصلاة في المشاهد وعند قبور الأنبياء ، فهل هي عبادة لصاحب القبر (وإن كانت الصلاة للّٰه) أو هي عبادة للّٰهولكن تتضمّن التبرّك بصاحب القبر؟
ومثل ذلك مسألة الاستعانة في نفس الآية ، فمع الاعتراف بحصر الاستعانة باللّٰه سبحانه ، فلا شكّ عند العقلاء عامّة أنّه تجوز الاستعانة بالأحياء في الأُمور الدنيوية ، ولكن إذا استعان بإنسان حيّ فيما يرجع إلى الأُمور الغيبية ، كردّ ضالته