24
أثر الاعتقاد بالبَداء
لو اعتقد الإنسان أنّ مِنَ الناس من كتب في السعداء فلن تتبدّل حاله و لن يكتب في الأشقياء، و منهم من كتب في الأشقياء فلن تتبدّل حاله و لن يكتب في السعداء، و جفّ القلم بما جرى لكلّ إنسان، عندئذٍ لا يتوب العاصي من معصيته، بل يستمرّ في ما هو عليه، لاعتقاده بأنّ الشقاء قد كُتب عليه و لن تتغيّر حاله، و من الجائز أن يوسوس الشيطان الى العبد المنيب أنّه من السعداء و لن يكتب في الأشقياء و تؤدّي به الوسوسة الى التساهل في الطاعة و العبادة، و عدم استيعاب بعض المسلمين معاني الآيات و الروايات المذكورة في المشيئة، اعتقد بعضهم أنّ الإنسان مجبور على ما يصدر منه، و آخرون على أنّ الأمر كلّه مفوّض للإنسان، كما سندرسه في البحث الآتي لنعرف الحقّ في ذلك بإذنه تعالى.