28و إذا كان السيِّد أبو الحسن الأصفهاني-بزعم الكاتب-أكبر أئمة الشيعة و أراد تصحيح المسار الشيعي فلمَ ترك حركته الإصلاحية بعد قتل ابنه،مع أن مثل هذا الأمر لا ينبغي أن يثني أي مصلح عن غاياته و أهدافه.
ثمّ إن عبارات الكاتب في وصف السيِّد أبي الحسن الأصفهاني بأنه(أكبر أئمة الشيعة من بعد عصر الغيبة الكبرى و إلى اليوم،و سيِّد علماء الشيعة بلا منازع)هي منقولة بالمعنى من كلام السيِّد موسى الموسوي في مقدمة كتابه(الشيعة و التصحيح)،حيث قال:و بعد أن وُلِدتُ و نشأت و ترعرت في بيت الزعامة الكبرى للطائفة الشيعية،و درست و تأدبت على يد أكبر زعيم و قائد ديني عرفه تاريخ التشيع منذ الغيبة الكبرى،و حتى اليوم و هو جدّنا الإمام الأكبر السيد أبو الحسن الموسوي...
و قال:و قد زاد إيماني بها عند ما بدأت أعرف أن السبب في قتل والدي بين صلاة المغرب و العشاء في الحضرة العلوية في النجف الأشرف و على يد مجرم في لبوس رجل الدين الذي ذبحه كالكبش و هو يصلي في المحراب،إنما كانت خطة استعمارية لكي تثني السيد أبو الحسن عن خطواته الإصلاحية 1.
فالعجب مِن هذا المدَّعي للاجتهاد كيف صار مقلِّداً للسيّد موسى الموسوي من غير تحقيق في نقولاته،مع أن كل علماء الشيعة يعرفون أن السيِّد أبا الحسن الأصفهاني قدَّس الله نفسه الشريفة لم يكن(أكبر أئمة الشيعة من بعد عصر الغيبة الكبرى و إلى اليوم،و سيّد علماء الشيعة بلا منازع)،و إنما كان أحد مراجع التقليد الذين انتهت إليهم الزعامة الدينية الشيعية،و لم يكن قدس سره معروفاً بتحقيقاته و مصنَّفاته،فلم يصدر من قلمه الشريف إلا رسالته العملية(وسيلة النجاة)فقط،فكيف صار أكبر أئمة الشيعة و الحالة هذه؟!
و عُذْر موسى الموسوي أنه يُطري جدَّه قدس سره،فإن كل فتاة بأبيها معجبة،و لكن ما هو عذر كاتب كتاب(لله ثمّ للتاريخ)في أن يصف السيِّد الأصفهاني بهذه