15الكلام فضلاً عمن يدَّعي بلوغه مرتبة الاجتهاد،و لا سيما أن كل من بلغ هذه المرحلة لا بد أن يكون قادراً على التمييز بين الصحيح و الضعيف،و متمكِّناً من دفع كل شبهات الخصوم و حُجَجهم.
[-رد زعم الكاتب أنه كلما تقدمت به دراسته ازدادت شكوكه]
قال الكاتب:و حاولت مرة أن أطرح شيئاً من ذلك على أحد السادة من أساتذة الحوزة العلمية،و كان الرجل ذكيا إذ عرف كيف يعالج في هذه الأسئلة:فأراد أن يُجْهزَ عليها في مَهْدها بكلمات يسيرة،فقال لي:ما ذا تدرس في الحوزة؟
قلت له:مذهب أهل البيت طبعاً.
فقال لي:هل تشك في مذهب أهل البيت؟!
فأجبته بقوة:معاذ الله.
فقال:إذن أبْعِد هذه الوساوس عن نفسك،فأنت من أتباع أهل البيت عليهم السلام،و أهلُ البيت تَلقّوْا عن محمد صلى الله عليه و آله،و محمد تَلَقَّى من الله تعالى.
سكَتُّ قليلاً حتى ارتاحت نفسي،ثمّ قلتُ له:بارك الله فيك شفيتني من هذه الوساوس.ثمّ عدتُ إلى دراستي،و عادت إليّ تلك الأسئلة و الاستفسارات،و كلما تقدمت في الدراسة ازدادت الأسئلة،و كثرت القضايا و المؤاخذات.
و أقول:إن هذا الكلام أيضاً يدل على أن كاتبه لا يعرف مناهج الحوزة العلمية،و هو بعيد عنها كل البعد،حيث إنه زعم أنه يدرس مذهب أهل البيت عليهم السلام،مع أن الطالب كما قلنا يقضي سنين من حياته يدرس علوم اللغة و المنطق و الفلسفة،و هي لا ترتبط بمذهب أهل البيت عليهم السلام،لأنها مقدمات تؤهِّل الطالب لفهم المطالب العالية.
و بعد تلك السنين يقضي الطالب أيضاً سنين أخرى يدرس فيها علم الأصول