74قال ابن حجر:و قد كثر هؤلاء المحدَّثون بعد العصر الأوّل، و حكمته زيادة شرف هذه الأُمَّة بوجود أمثالهم فيها و مضاهاة بني إسرائيل في كثرة الأنبياء،فلمّا فات هذه الأُمَّة المحمَّديَّة كثرة الأنبياء؛لكون نبيّهم خاتم الأنبياء،عُوِّضوا تكثير الملهمين.
تنبيهٌ:
قال الغزالي:قال بعض العارفين:سألت بعض الأبدال عن مسألة من مشاهد النفس،فالتفت إلىٰ شماله و قال:ما تقول رحمك اللّٰه؟ثمَّ إلىٰ يمينه كذلك،ثمّ أطرق إلىٰ صدره فقال:ما تقول؟ثمَّ أجاب فسألته عن التفاته؟فقال:لم يكن عندي علمٌ فسألت الملكين فكلٌّ قال:لا أدري،فسألت قلبي فحدَّثني بما أجبت،فإذا هو أعلم منهما.قال الغزالي:و كأنَّ هذا معنىٰ هذا الحديث.اه.
و يجد الباحث في طيِّ كتب التراجم جمعاً ممَّن كلّمتهم الملائكة منهم:عمران ابن الحصين الخزاعي المتوفّىٰ سنّة 52 ه،أخرج أبو عمر في«الاستيعاب»2 ص 455:أنَّه كان يرىٰ الحفظة و كانت تكلّمه حتّىٰ اكتوىٰ،و ذكره ابن حجر في الإصابة 3 ص 26.
و قال ابن كثير في تأريخه 8 ص 60:قد كانت الملائكة تسلّم عليه،فلمّا اكتوى انقطع عنه سلامهم،ثمّ عادوا قبل موته بقليل، فكانوا يسلّمون عليه رضى الله عنه.